لنعيش ،لنكون لنبدع ، لنجدد، ولنحصل على الفائدة الاستراتيجية لمشروعاتنا مع عالم تسوده المنافسة بين الشركات ، وفي ظل العولمة واتساع قدرة الشركات وإمكاناتها ، فأصبح التفكير الإبداعي هو سبيل تحقيق النجاح ، والتميز . ويضرب المؤلف مثالاً للتأكيد على أهمية التفكير الإبداعي خارج الصندوق بقوله : إن التفكير خارج الصندوق هي الذي أنتج : السيارة والقطار والطائرة والمصباح الكهربائي والتطعيم ضد شلل الأطفال، والمصاعد ، وأجهزة التكييف وأنابيب المياه والتلفاز.
كيف دخلنا إلى الصندوق؟
حين آمنا بهذه النقاط التالية وقعنا في(فخ) التفكير داخل الصندوق.
اولاً نحب أن نشير إلى أن هناك أشخاص فكرت خارج الصندوق ، مفكرين متحررين ، كافح كل منهم –كما يجب علينا أن نفعل- من أجل التحرر من صندوق التفكير النمطي غير المنتج وهو تحدٍ مستمر حتى لا نظل محتجزين داخل الصندوق.
ويجب النظر من وجهات نظر مختلفة لبعض الأمور المهمة في حياتنا والتي تحدث فيها كثيراً مثل:
• التوتر
بكل وضوح هناك اختلاف كبير بين التوتر الذي يسبب الاكتئاب ، والتوتر الذي لا يسببه . ليس التوتر هو الذي يدمرنا بل إنه الاكتئاب .
يرى الخبراء أن الناس يسببون لأنفسهم مستويات خطيرة من الاكتئاب عن طريق القلق المفرط بشأن التوتر الذي قد لا يؤذيهم أبداً. عليك أن تقبل التوتر ، اعتنقه وقدره ، ولا تقاومه ولا تنكره ، فسنتعرض له شئنا أم أبينا ، فلن يتغير العالم من أجلنا ، ولن تتوقف فوضى المرور ، ولا صراعات الحياة المستمرة ، وإن كانت وجهة نظرك تسبب لك التوتر ، فاستمتع بها ، ولكن لا تكتئب ، واعلم أن التوتر بمثابة وقود يحركك ، ويدفعك للفعل والإنتاج ، ويجعلك تتعامل مع الحياة بإيجابية، ولكننا نتحدث عن التوتر المعقول غير الزائد عن الحد المرغوب.
• الإفراط
نادراً ما يكون هناك أي إنجاز عظيم دون إفراط ، قم بعمل الأشياء بشكل مفرط . ونحن لا نشير هنا إلى الإفراط في تناول الطعام أو الشراب أو العقاقير الضارة، ولكننا نقصد الإفراط في الفضيلة، فإذا كانت المرونة فضيلة ، فعلينا أن نزيد منها بقدر المستطاع ، أما إذا كانت رذيلة فعلينا التخلص منها.
• التغيير
ليس هناك سوء فهم أكثر من رد فعل الناس تجاه التغيير فمن الأمور المعروفة بين الناس أن الأشخاص لا تحب التغيير بل تقاومه ، والحقيقة أن الناس يحبون التغيير شريطة أن يجلب أملاً في شيء أفضل ، وعلينا أن نعرف جيداً أن الحياة بدون تغيير تعني التشابه والملل ، وجميعنا يتوقع تجارب جديدة تجلب التنوع والاتزان لحياتنا .
• شرك التفكير الإيجابي
كثير ما يكون التفكير الإيجابي بديلاً عن التفكير الواقعي . كيف؟ بادعاء أننا لا نواجه مشكلة، بينما نحن واقعون فيها، أو بادعاء وجود ما ليس موجوداً .
من المقولات الشائعة الايجابية والتي قد تدمر صاحبها :( يمكننا القيام بأي شيء نتصوره ، إذا آمنا تماماً ودوماً بإمكانية القيام بذلك.) وهذا صحيح جزئياً فالجزء غير الصحيح يمكن أن يضرنا فنحن نؤمن بأن الروح البشرية لا تُقهر ، ويمكنها أن تقوم عملياً بأي شيء ، ولكن المنطقيين يضيفون لهذا أننا لا نستطيع القيام بأي شيء خارج نطاق الحقيقة والمنطق فيجب أن توافق أحلامنا خطة عمل يمكن القيام بها، فالأحلام خطة عمل يمكن القيام بها، فالأحلام بعيداً عن الواقع وبعيداً عن خطة عمل تدمر صاحبها ومعنوياته.
• جاد جداً، رسمي جداً
قد لا يعني الضحك أن يكون الأفراد حمقى ، ولكنه يعني أن يستمتعوا بما يقومون بعمله ، والدعابة مهمة لأنها تجعلنا ننظر للمشكلة من وجهة نظر أخرى غير التي تظهر عليها في الحقيقة ، فهي تساعدنا على التفكير المتحرر. وهناك ما يسمى العلاج بالضحك. وعلينا أن نعرف أن دموع الفرح التي لا تُرى تغسل ما بداخلنا بكيميائيات معالجة، ولقد تحققت الأبحاث من قوة هذا العلاج ومن الفوائد الصحية الإيجابية للضحك...وفي نفس الوقت لا يمكن التأكيد على أن الضحك والدعابة في مكان العمل يكفيان.
قال جيم نيوتن مؤلف كتاب(أصدقاء غير عاديين) إن هنري فورد (مبتكر سيارات فورد الأريمية الشهيرة وواحد من أكثر ممن أثروا الإقتصاد الأمريكي)اعتاد أن يكتب نكاته ويأخذها إلى منزل (توماس إديسون) ليقرأها له، وقال جيم إن إديسون كان يحب الضحك الشديد ، لدرجة أنه كان يذكر نفسه دائماً في يومياته : ( عليك أن تلقي نكاتاً جيدة على العاملين بالمعمل).إن الإحساس الفني بالدعابة يعتبر الخيط المشترك بين العديد من المخترعين البارزين .الضحك والدعابة بكل تأكيد شائعان بين المفكرين المتحررين .
وإليك بعض الأفعال التي قد تجعلك محتجزاً داخل الصندوق : ( التوقف – الجهل – الصداقة المزيفة- الاستسلام للسيطرة – التعصب – الازدواجية- العدوانية – اللامبالاة- الكذب- الانطوائية- ادعاء معرفة كل شيء – التسرع- التكبر- قول أشياء بلا معنى-الحديث المبتذل- إساءة التوضيح).
لقد اُختير تمرين صندوق النقاط التسع شعاراً لجمعية التفكير الإبداعي الأمريكية ، لأن الحل يمثل عملية التفكير الإبداعي. ومن المفيد دائماً أن نُذكر أنفسنا كيف بكل سهولة أن نقع ضحايا للعادات القديمة والتفكير المحدود ومن الشائع كذلك أن نجد أنفسنا محتجزين في الصندوق ، على الرغم من معرفتنا كيفية تحرير أنفسنا ، فالحياة تقيدنا بشكل طبيعي بقيود غير مرئية ، ولكنها منطقية.

0 التعليقات:
إرسال تعليق